-A +A
لم يكن وليد الصدفة ما نراه ونسمعه ونتابع آثاره من نزق أردوغاني مشبوه بدأ مخاضه منذ سقوط بغداد 2003، وكشّر عن سيئ النوايا مع إطلالة «الخريف العربي»، ولم يتردد في اللعب على المكشوف منذ تطاوله على المحيط العربي في سورية والعراق وليبيا، ولعل الأوهام والأحلام والخيال الجانح مغذيات كبرى للمراهقة السياسية المتمثلة في محاولات مدِّ نفوذها خارج حدودها.

ومن المتفق عليه أن نزق أردوغان وجد من ضعاف النفوس ومنعدمي الوعي من يخدم أطماعه، ويسهّل تطلعاته، وما قاعدتا قطر والصومال، وبعث المرتزقة إلى طرابلس، وتبني الهلال الإخواني، إلا أدلة دامغة على تحدي كيانات الدول الوطنية، وزعزعة استقرار الشعوب، والاستهانة بقرارات الأمم المتحدة بنهج التتريك.


لن تستمر طويلاً رياح الأحلام العابرة، ولن يدوم تكريس الدعايات المضللة، في ظل تتابع فشل العثمانية الغازية داخلياً، ورفضها القطعي خارجياً، فالشعوب العربية أوعى بمن أذاق المهجّرين السوريين سوء العذاب، وأرغمهم على التهجير المتجدد، والتعدي السافر على المدنيين الأكراد، وتغوّل المراهقة التركية اعتماداً على سياسة الهروب إلى الأمام، وافتعال الخصومات والتصادم مع المحيط العربي، والاشتباك مع أوروبا وأمريكا، والتحالف مع الفرس والجماعات الإرهابية لزيادة رقعة التأزيم في الإقليم والعالم.

النزق الأردوغاني يتطلب وقفة أممية صارمة، لحماية الشعب التركي من العبث المتعمد والمفسد للعلاقات الإسلامية والإنسانية، والحد من الغطرسة المتوهمة، بصفعة واقعية.